السبت، 20 مارس 2010

نزار يترك الرومنسية ويحمل قلماً

هل في العيون التونسية شاطئ ترتاح فوق رماله الأعصاب؟
أنا يا صديقة متعب بعروبتي فهل العروبة لعنة وعقاب؟
أمشي على ورق الخريطة خائفاً..فعلى الخريطة كلنا أغراب
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي.. وأعيد
لكن ما هناك جواب
لولا العباءات التي التفوا بها
ما كنت أحسب أنهم أعراب
قبلاتهم عربية
من ذا رأى فيما رأى قبلاً لها أنياب
أنا متعب ودفاتري تعبت معي
هل للدفاتر يا ترى أعصاب؟
فخريطة الوطن الكبير فضيحة
فحواجز ومخافر وكلاب
يا تونس الخضراء كأسي علقم
أعلى الهزيمة تشرب الأنخاب
يا تونس الخضراء كيف خلاصنا؟
لم يبق من كتب السماء كتاب
فكأنما كتب التراث خرافة كبرى..
فلا عمر ولا خطاب
وبيارق ابن العاص تمسح دمعها
وعزيز مصر بالفصام مصاب
من ذا يصدق أن مصر تهودت
فمقام سيدنا الحسين يباب!
ما هذه مصر
فإن صلاتها عبرية
وإمامها نصاب
ما هذه مصر
فإن سماءها صغرت
ونساءها أسلاب
إن جاء كافور ...فكم من حاكم قهر الشعوب
وتاجه..قبقاب
قرطاجة
قرطاجة
قرطاجة
شاخ الزمان وأنت بعد شباب
أأنا مغني القصر يا قرطاجة؟
كيف الحضور وما عليّ ثياب؟؟؟
لا تعذريني إن كشفت مواجعي
وجه الحقيقة ما عليه نقاب
فإذا قسوت غلى العروبة مرة..
فمن العباءة تطلع الأعشاب
وإذا صرخت بوجه من أحببتهم
فلكي يعيش الحب والأحباب
وذنوب شعري؟ كلها مغفورة..
فالله جل جلاله التواب...
نزار قباني....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق