السبت، 13 مارس 2010

The Second Paper

ورقة من المنفى....
تحية ... وقبلة
وليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي؟.. وأين أنتهي؟..
ودورة الزمان دون حد
وكل ما في غربتي
زوادة،فيها رغيف يابس، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد...
من أين أبتدي؟..
وكل ما قيل وما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة أو لمسة من يد
لا يرجع الغربيب للديار
لا ينزل الأمطار
لا ينبت الريح
على جناح طير ضائع.. منهدّ
من أين أبتدي؟ تحية؟ قبلة؟ وبعد؟
أقول للمذياع:
قل لها أنا بخير
أقول للعصفور
إن صادفتها يا طير
قل:لا تنسني..
وقل:
بخير
أنا بخير
ما زال في عيني بصر
ما زال في السما قمر
وثوبي العتيق حتى الآن ما اندثر...
تمزقت أطرافه.. لكنني رتقته ولم يزل بخير
وصرت شابا جاوز العشرين..
تصوريني.. صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياة
وأحمل العبء كما الرجال يحملون
وأشتغل في مطعم.. وأغسل الصحون
وأصنع القهوة للزبون
وأألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
........
أنا بخير
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أمي
أدخن التبغ
وأتكي على الجدار
أقول للحلوة: آه
كما يقول الآخرون
.....
يقول صاحبي: هل عندكم رغيف؟
يا إخوتي.. ما قيمة الإنسان إن نام كل ليلة...جوعان؟
أنا بخير
أنا بخير
عندي رغيف أسمر..
ليس عندي خضار... لكن عندي سلة للخضار...
ما زلت يا أمي بخير
.....
سمعت في المذياع
تحية المشردين للمشردين
قال الجميع كلنا بخير
لا أحد حزين
فكيف حال والدي؟
ألم يزل كعهده؟ يحب ذكر الله...
والأبناء
والتراب .. والزيتون؟
وكيف حال أخوتي؟
هل أصبحوا موظفين؟
سمعت يوما والدي يقول
سيصبحون كلهم معلمين
سمعته يقول:
"أجوع حتى أشتري لكم كتابا"
لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب
وكيف حال أختنا؟
هل كبرت؟... وجاءها خطاب؟
وكيف حال جدتي؟
ألم تزل كعهدها تحب قعود الباب..
وتدعو لنا بالشباب والثواب؟
سمعت في المذياع
رسالئل المشردين للمشردين
جميعهم بخير
لكنني حزين
....
ماذا جنينا نحن يا أماه؟
حتى نموت مرتين؟
فمرة نموت في الحياة
ومرة نموت عند الموت
هل تعلمين ما الذي يملؤني بكاء؟
هبي مرضت ليلة وهد جسمي الداء
هل يذكر المساء..مسافرا قد أتى هنا...
ولم يعد إلى الوطن؟
هل يذكر المساء
مهاجرا مات بلا كفن
وأنت يا أماه...
ووالدي وإخوتي والأهل والرفاق...
لعلكم أحياء
لعلكم أموات
لعكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الإنسان يا أمي
بلا عنوان؟؟؟

من أعمال: الدرويش محمود.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق